الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25 أبريل 2024 ر
  • آخر تحديث: 2015/08/19
  • 4936
حقيقة الاتباع في زمان الضياع وسنة البلاء فيمن تبع الأنبياء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل الصبر دين المتقين، وأسبغ عليهم نعم البلاء ليكونوا من الكاملين، فجعل أنس قلوبهم تسلية عن الأغيار الجاهلين، وأرخى عليهم سحائب لطفه فكانوا من عباده المقربين، والصلاة والسلام على سيد الصابرين الكاملين، من زان الوجود بطلعته وحوى كل سِرٍّ حكيم، وعلى آل بيته شموس الولاية الطاهرين، وصحبه منابع الحكمة الطيبين، وعلى من سار على نهج الحق القويم إلى يوم الدين، أما بعد،،،

 

 

فإن البلاء سمة الصالحين، وبه يعرف الأنبياء والمرسلون، ومن بعدهم الأولياء المقربون، سئل سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيُّ الناس أشدُّ بلاء، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثل، فيُبتَلَى الرَّجلُ عَلَى حَسَبِ دينِه"(رواه الترمذي)، إنه ديدن من سار على نهج الكرام المرسلين، أن يبتلى في الناس حتى الأنسباء الأقربين، ليكون بلاؤه رفعاً للمقام في عليين، وتسلية عما يعالجه جسده من أذى الجاهلين، فلطالما كانوا عن الدين منافحين، وعن رحاب طهره مدافعين، لا يروعهم تخويف الصاغرين، بالحق في كل مقام صادعين، وللخير بين كل الناس ناشرين، معلمين ومتعلمين.

  

هكذا كانوا، وهذا حال من كانوا بهم نسباً وعلماً لاحقين، لا يضرنا أذى الجاهلين، ولا أفعال المتخاذلين، بل عن منهج سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سنبقى المدافعين، إذ به الحياة ولأجله نبذل الأرواح طيبين، وإن ما قامت به بعض الأيادي الآثمة إثر أذان العشاء من يوم الاثنين 4 محرم 1431 هجري الموافق 21 ديسمبر 2009 رومي من مساس بالمقر الرئيس للمركز الوطني للبحوث والدراسات التابع لآل البيت في غزة هاشم لهو عمل مشبوه لا يصدر إلا عن جناة مجرمين، وليعلم كل من مسَّ بأهل الله أنه من الهالكين، إذ جعل نفسه للحق من الأعداء المخاصمين، ومن خاصم الحق قصمه، ومن جاوز على أهله الحد لجمه، إنها سنة الله تعالى في خلقه، كما جاء في الحديث القدسي: "مَنْ عَادَى لِي وَلياً فَقَدْ آذَنْتُهُ بالحرب"(رواه البخاري)، فالويل لمن كانوا لأهل الله محاربين، وصاروا بفعلهم لسيد الكونين مخاصمين، فمن طلب الحق هُدي إلى الصراط المستقيم، ومن بغى ظلماً وعدواناً لعن مع الظالمين، قال تعالى: "وَسَيعْلمُ الذين ظلَمُوا أيَّ مُنقلَبٍ ينقَلِبُونْ"(الشعراء: من الآية 227).

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين 
وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل بيته وصحبه الطيبين الطاهرين

ترجمة خادم العلم الشريف أبو الفضل أحمد بن منصور قرطامحقيقة الاتباع  في زمن الضياع وسنة البلاء فيمن تبع الأنبياءالمجلة الغماريةالآل والأصحاب... حُبُّ وانتساب...نفائس المُعَلَّقات

للإطلاع على المزيد، بإمكانكم زيارة صفحة سؤال وجواب في ضروريات الدين بالضغط هنا